خاطرتي ..... وصيتي

خاطرتي ... خاطرتي وصيتي ....

ليت هواكي يرتشف كأس فؤادي .. ليث النساء والشعر داوت بعض جراحاتي .. قبلتُ ثغركي حتى ثملت ثم رحلتي بغير وداعي .. أهانت عليكي أيامي ؟! فرحلتي تعيشين بغير وادي .. كيف أرتوت أرضكي من غير مطري وأنهاري ؟! .. كيف نبتت أغصان الزيتون ؟! يوم عرسكي هل زقزقت العصافير وغردت طيور الكناري ؟! كيف تقبلت أرضك غير محراثي وأنبتت أشجاراً غير أشجاري .. وكيف سمائي أمطرت بغير أرضك دامعتا تبكي أرضها وحلمها المتواري .. فأينعت أشجاراً وأغصاناً تشبهكي يا حبيبتي لأنني عندما كنت أبكي كنت أسقيها خيالي وأفكاري ..
تسأليني يا حبيبتي عن حالي؟ أنا بعدك أرض بار عشبها وذبلت فيها جميع أورادي .. تدلت أوراقي .. أنحنت أغصاني .. أصحوا على عيونٍ ذابلات ترتشف ماءها من أدمعي وأجفاني وتتنفس من لهيب آهاتي وحسراتي . .
زيدي كأسي حزناً .. زيدي ... فقد رحلت شمسي وحياتي وأجمل ذكرياتي ... زيدي .. لعل الكأس الأخير تذوب فيه كل آهاتي ولعل ضحاها حين سكرات الموت يملأ أحداقي وصوتها يترنم أنغاماً في مسامعي ... لعلها عند الكأس الأخير من رمقي تقبلني فأحيا من الدنيا مسافراً ومودعاً آخر أنفاسي .. أستودعكي يا حبيبتي ذكرياتي .. أستودعك قلبي الذي لم يكن يوما لسواكي .. أستودعكي ألمي وآهاتي ... أستودعكي شوقي وحرماني .. أستودعكي حبي وحناني .. وأن أشتقتي ألي حبيبتي لا تزوري قبري فقط أذكريني وتخيلي .. تخيلي الأزقة والطرقات التي سرنا فيها معاً .. تذكري لماذا أرتعشت أناملنا عندما تشابكت أول مرة قرب الجسر الأحمر .. تذكري عند البيت العتيق لماذا بصمت أناملك اثراً على وجنتي .. تذكري أحلامنا ومستقبلنا وأطفالنا .. هل تعلمين كلما أذكر أطفالنا تترقرق عيوني بالدموع .. هل نسيتي حبيبتي كم سهرنا .. كم تحرقنا شوقا ولهفة .. كم صبرنا وكم عشقنا وكم لعبنا وكم تأملنا ... أن أشتقتي ألي حبيبتي تتبعي آثارنا فلازالت عالقة بتلك الطرقات .. حيث أنشدنا الحب بأجمل عبارات الصمت .. بلغة النضرات .. حيث داعبت أناملنا الشوق وختزلت شعر السياب بكل اللغات ..

عودي ألي يا وطني ... عودي ألي يا أرضي ... فبعدكي لازلت غريبا بين الغربائي .. خاطرتي وصيتي .. لا تزوري قبري فأنا قربك كالطيف متى ما تذكريني آتي

تدللين حبي
وشكرا جزيلا على المرور
تحياتي
السمراء